قلبت أوراقي
وجدت بها صفحة لم أكتب عليها شيء بعد
سحبت قلمي
ولكن محبرتي جفت
يالله ما العمل
بي حنين للكتابة
وصفحتي تتحرق شوقا لأكتب صفحتي الأخيرة
متشوقة لتجديد العهد بالألم
قطعت من أوردتي شريان
وملأت محبرتي
وكتبت
وسطرت حروفا لا تعني أحدا
ولا تعنيني
حتى أنا لا تعنيني
هي مجرد حروف مبعثرة
وكلمات على جدران الحياة منثورة
لملمتها
كونت منها بعثرتي الخاصة
هيا يا كلماتي
أخرجي مابك
وأغلقي ما شئت
أكتبي مالا تريدين
وأخفي ما تريدين
ولا تنسي أنها خربشات
تطويها مذكراتك الخاصة
لا يراها غيرك
لا يضيرك إن طويتي ولم يقرأك أحد
أعلم أنك
تمنيت أن تقرأي في يوم
تمنيت أن تتقلب صفحاتك باهتمام محب
ولكن لا تحزني فهذا القدر
سيطويك النسيان
وتبقين مجرد صفحات
مطوية في دفتر مذكرات
يالك من كلمات
لماذا تخونيني
وقد كنت طوعي
كنت أسيرك كالجياد الجامحة
وكنت تنصاعين
يغتال قلبي ألم
وتشتت تفكيري حيرة
ويجرني خلفه الضياع
وأنا في سماءه الغائمة هائمة
تجتاحني حيرة
وينثرني وجع
ولا يلملم خريف أيامي فصل
فصولي حائرة
وسنواتي مثل كل أيامها
مجرد يوم
يشبه أمس
وغدي كانني أراه اليوم
لا جديد
وكأن العمر مجرد ساعات تمضي في كدح
وأخرى في سبات نوم عميق
وقد يغتال لحظاتنا شيء من التحمل
لأحزان الغير
وآلامهم
فقد ضاقو بها ذرعا
ووجدو لها في دواخلنا مأوى
وليتهم يعلمون
أن مابي لا تحمله الجبال الشامخة
ولا تسير به الرياح العاتية
بي من الجروح ما يكفي
وبي من الآلام ما يكفي
يا وجعي تصبر
ويا جرحي تلاشى
فلن يراك أو يهتم لك أحد
هي مجرد خربشات
كتبتها
فلا تجعلك ياجرحي الحبيب تتجدد
ولا تفتح لها المجال لإيلامك
فهي ليست إلا مجرد
كلمات
على صفحة بعد قليل
ستطوى
رحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق